Wednesday, May 22, 2019

هواوي وغوغل: إلى أي حد يعتمد مستخدمو هواوي على تطبيقات غوغل؟

تواجه هواوي ثاني أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية في العالم صعوبات بعد أن قالت غوغل إنها سوف تقيد سبل وصولها إلى البرمجيات التي تنتجها.
وقد يعتمد نمو الشركة الصينية في المستقبل على مدى اعتماد الناس على التطبيقات التي تنتجها شركة غوغل العملاقة، المعروفة بمحرك بحثها الذائع الصيت، ومن بينها يوتيوب، والخرائط، والبريد الإلكتروني.
وجاء قرار غوغل عقب إضافة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هواوي إلى قائمة الشركات، التي لا تستطيع الشركات الأمريكية الاتجار معها إلا برخصة من الحكومة.
وسوف يؤدي قرار غوغل إلى تقييد حصول الشركة الصينية على التحديثات التي تصدرها على نظام أندرويد للتشغيل، وتقييد سبل وصولها أيضا إلى متجر التطبيقات المعروف باسم غوغل بلاي.
وربما يؤثر هذا في نمو هواوي السريع، وهي التي تمكنت من تجاوز شركة أبل في بيع أجهزة الهواتف الذكية.
بدأت غوغل بتوفير محرك بحث عن المعلومات على الإنترنت، ولايزال ذلك من أفضل الأشياء التي تقدمها.
وإذا أراد الناس في جميع أنحاء العالم البحث عن شيء ما على الإنترنت، فإن 89 في المئة منهم يستخدمون غوغل.
وتقول شركة "نيت ماركيت شير" إن ثاني محرك بحث من حيث الاستخدام، لا يعد منافسا مباشرا لغوغل.
وفي الصين يستخدم 8 في المئة من الصينيين محرك بحث يعرف باسم بايدو، لأن الحكومة حجبت عنهم غوغل.
ولذلك فقد لا يؤثر غياب محرك بحث غوغل في هواوي في السوق الداخلي، ولكن الناس يفضلون استخدام غوغل إذا أرادوا البحث عن
وفي 2006 اشترت غوغل يوتيوب، وبلغ مدى نجاحه حدا خلقت معه وظيفة جديدة هي يوتيوبر (مستخدم يوتيوب).
وإذا كنت ماهرا في ألعاب الكمبيوتر، واستخدام بعض مساحيق التجميل، ولديك ملكة استضافة الناس، أو الحديث عن أمور الحياة، فسوف يتابع قناتك على يوتيوب ملايين الناس، وتصبح مليونيرا.
وعلى الرغم من نجاح يوتيوب بقدر استطاع معه توصيل بعض الناس إلى الشهرة والثراء (وتقول مجلة فوربيس إن نجومه الـ10 الأوائل حصلوا العام الماضي على أكثر من 180 مليون دولار)، فلا يزال ذلك جانب تواجه فيه غوغل منافسة شديدة من تطبيقات فيديو أخرى.
فقد أحرز تطبيق "تيكتوك" المركز الثالث من حيث تحميل الناس له في أنحاء العالم في نهاية 2018، بحسب ما قالته شركة "سينسور تاور" للتسويق.
وقد ظهر تيكتوك في عام 2016، وتمكن من الوصول إلى 500 مليون مستخدم شهريا في أنحاء العالم.
وقد بدأته شركة صينية، ثم ذاع صيته في العالم كله.
ولا ينشر التطبيق إلا مقاطع الفيديو القصيرة، وهو منافس مباشر لتطبيق انستغرام أكثر من يوتيوب، وتظهر شهرة التطبيق كيف يمكن تغير أذواق الناس.
وقد يمثل يوتيوب ثروة ضخمة لغوغل الآن، إذ يستخدمه مليار و800 مليون شخص في العالم، ولكن ليس من المستحيل منافسته والتغلب عليه من تطبيق آخر أصغر، وربما يتقلص دوره في المستقبل.
يعد تطبيق الخرائط - بمستويات غوغل نفسها - تطبيقا ذا شعبية كبيرة.
ويرجع بعض هذا النجاح إلى فشل تطبيق أبل للخرائط المنافس له، الذي بدأ في 2012، وتعرضه لانتقادات بسبب عدم دقته، وفقدانه للتفاصيل.
وكانت مشكلة تطبيق أبل كبيرة بحيث اضطرت الشركة إلى إعادة تدشينه من جديد العام الماضي، باستخدام مراجعات مستخدمي أيفون أنفسهم، واستخدام أسطول من الشاحنات الصغيرة التي ركبت عليها أجهزة استشعار.
وأفاد مسح أجرته شركة فلوينت للتسويق بأن 69 في المئة من مستخدمي الأيفون في الولايات المتحدة يفضلون استخدام خرائط غوغل على خرائط أبل.
ولكن وضع غوغل يتغير من بلد إلى بلد، إذا أخذنا هيمنته في مجال البحث في الاعتبار.
ويعني حظر معظم تطبيقات غوغل في الصين زيادة شعبية منافسه بايدو. ويقال إن 200 مليون شخص يستخدمون حاليا خاصية تشغيل التطبيق بالصوت.
ويتطلع بايدو إلى الانتشار خارج حدود الصين، وسوف يقدم لهواوي حلا يملأ به الفراغ الذي سيتركه فقدان تطبيقات غوغل.
ويوجد حاليا أمام مستخدمي الهواتف الذكية نظامان أساسيان للتشغيل، أحدهما "آي أو إس" في أجهزة أبل، و"أندرويد" في الأجهزة الأخرى، وربما يؤدي حجب تطبيقات غوغل، بما فيها نظام أندرويد، عن هواوي إلى بزوغ نظام جديد.
وقال رئيس شركة هواوي لوسائل الإعلام الصينية: "إن ممارسات الساسة الأمريكيين حاليا تستهين بقدراتنا".
ويعتقد مؤسس هواوي أن بمقدور شركته الاستمرار بدون الوصول إلى البرمجيات الأمريكية.
وقال نائب رئيس الشركة في بريطانيا، جيرمي تومسون: "نخطط لحدوث مثل هذا الاحتمال، ولكنه لم يحدث بعد".
وأضاف: "لدينا برنامج مواز لتطوير بديل .. نعتقد أنه سيبهج زبائننا".
وسيعني استخدام هواتف هواوي لنظام منافس فتح المجال أمام خيارات كثيرة، بعيدا عن أبل وأندرويد، ومن الصعب القول إن كان سيكتب له النجاح في هذا الجو التنافسي.
وقد تستطيع الشركة الصينية الاعتماد على دعم الحكومة، والسوق المحلي الضخم.
وتأمل غوغل في الاستمرار في الحفاظ على وضعها القوي في سوق أجهزة الهواتف المحمولة، وأن يواصل الناس في أنحاء العالم استخدام تطبيقاتها.
وكانت شركة مايكروسوفت الأمريكية العملاقة قد تمكنت بنظام تشغيل ابتكرته من الحصول على 42 في المئة من سوق الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة، لكنها توقفت وأوقفت ذاك النظام، بالرغم من شرائها لشركة نوكيا الضخمة، في محاولة منها إلى نشر النظام أكثر.
وتأمل غوغل في ألا تعاني مثل هذا الحظ العاثر، إذا استقلت شركة هواوي، وقررت تطوير نظام تشغيلها الخاص.
معلومة ما، وقد يؤدي هذا إلى إحجام بعض المشترين في أنحاء العالم عن شراء أجهزة هواوي.

Monday, May 13, 2019

الأمريكيون سيدفعون ثمن زيادة التعريفات الجمركية على الصين

أقر واحد من أبرز المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن الأخير أخطأ، بقرار فرض رسوم جمركية على الصادرات الصينية إلى بلاده.
واعترف لاري كودلو، الذي يرأس المجلس الاقتصادي الوطني، أن الشركات الأمريكية هي التي دفعت ضريبة الاستيراد.
وقال كودلو، لقناة فوكس نيوز الأمريكية، إنه يعتقد أن "الجانبين سيعانيان" من النزاع التجاري المتصاعد بينهما.
وكتب ترامب، في تغريدة يوم الجمعة الماضي، أن التعريفات الجمركية، على 250 مليار دولار من البضائع القادمة إلى الولايات المتحدة من الصين، "تدفعها الصين".
واعتبر ترامب أنه "ليس هناك داع للتسرع"، في عقد اتفاق تجاري مع الصين، طالما أن وزارة الخزانة الأمريكية تستفيد من هذه "المدفوعات الهائلة".
لكن كودلو أقر، في مقابلة مع فوكس نيوز الأحد، بأن الشركات الأمريكية هي التي تتحمل الرسوم الجمركية، على أي سلع يتم استيرادها من الصين، وأن المستهلكين الأمريكيين سيدفعون الفاتورة أيضا، إذا مررت الشركات تلك الزيادة في التكلفة إليهم.
وأعرب كودلو عن اعتقاده، بأن الرسوم الجمركية سيكون لها أيضا تأثير على الاقتصاد الصيني، لأن ارتفاع التكلفة سيقلل من الطلب الأمريكي على السلع الصينية.
وفرضت الولايات المتحدة، العام الماضي، تعريفة بنسبة 10 في المئة، على منتجات صينية بقيمة 200 مليار دولار، بما في ذلك الأسماك وحقائب اليد والملابس والأحذية.
ويمكن للشركات التي تدفع التعريفة الإضافية أن تختار تحملها بنفسها، أو أن تنقلها إلى المستهلكين في شكل أسعار أعلى، أو تطلب من مورديها تخفيض أسعارهم.
وأعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أنها ستزيد التعريفات الجمركية من 10 إلى 25 في المئة، على 200 مليار دولار من البضائع من الصين.
وقال الرئيس ترامب إن بكين "نقضت الاتفاق" التجاري بين البلدين، بالتراجع عن الالتزامات السابقة بتغيير سياساتها.
وأضاف ترامب أن عملية قد بدأت، باتجاه فرض التعريفة الجمركية الكاملة، البالغة 25 في المئة، على بضائع صينية أخرى، تبلغ قيمتها 325 مليار دولار، ما تسبب في قلق بشأن تأثير الحرب التجارية المستمرة، بين أكبر اقتصادين في العالم على النمو العالمي.
في غضون ذلك، قالت الصين إنها تأسف بشدة للخطوة الأمريكية، وإنها ستتخذ "التدابير المضادة اللازمة".
وبعد يومين من المفاوضات، في واشنطن الأسبوع الماضي، لم تبرز أية مؤشرات على أن الجانبين قريبان من حل خلافاتهما.
وترى واشنطن أن الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة هو نتيجة لممارسات غير عادلة، بما في ذلك دعم بكين لشركاتها المحلية. كما تتهم الصين بسرقة الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية.
وردت الصين، قائلة إنها لن تبتلع أي "ثمرة مرة". ومن المقرر نشر هذا الرد في افتتاحية اليوم الاثنين، من عدد صحيفة الشعب اليومية، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم في الصين.
وقال المستشار الاقتصادي لترامب إن النقطة العالقة هي تقاعس بكين، عن وضع التغييرات المتفق عليها موضع التنفيذ.
ومن المتوقع استئناف المحادثات بين البلدين في بكين، وقال كودلو إن هناك "احتمال قوي" بأن يجتمع ترامب مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان، أواخر يونيو/ حزيران المقبل.